نعى الداعية الكبير “الحبيب علي الجفري ” الداعية الدكتورة” عبلة الكحلاوي” ، معتبرًا أن الراحلة كانت بالنسبه له بمثابة أمه وأم الجميع ووصفها بأنها هي العالمة الجليلة و الفقيهة العارفة بالله الصوفية النقية وهي الخادمة إلي كل الناس وكتلة الرحمة والمحبة، مشيرا أنها كانت من النوادر في عصرنا الذين تمكنوا أن يجعلوا العميق سلسًا ،وعلي الرغم من عمقها في العلم كأستاذة فقه مقارن،فهي إذا تكلمت يشعر العالم ومتوسط العلم والكبير والصغير ومبتدئ العلم ومن ليس لديه نصيب من العلم كانوا يشعرون جميعهم أن كلامها يدخل في القلب بغير استئذان لأن كلامها كان نابعًا من الداخل .
كلام الراحلة نابع من صلتها مع الله عز وجل:
وأشار الجفري من خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي” عمرو أديب”علي برنامج «الحكاية» المذاع من خلال فضائية «mbc مصر» و أن كلام الراحلة لم يكن تنظيرًا ،ولكنه كان نتيجة إلي حال مع الله عز وجل وتلاوة قرءان و قيام ليل ، منوها ا إلى أنها فقدت زوجها وهي في بداية العمر وقامت بتربية بناتها ونهضت بعد ذلك في خدمة الناس تدريسا وتربية ، مشيرا إلى أن القليل يعلمون أنها درست في الحرم المكي أمام الكعبة المشرفة لمدة عامين إلي النساء وكذلك درست في جامعة أم القرى.
وأضاف إلى أن الراحلة اتجهت إلي ميدان الدعوة العامة ومست آلام الناس بصدق وأنها تمكنت من مخاطبة الآلام والآمال بصدق ومحبة وحنان ورحمة وكان لديها فائض من المحبة، مشيدًا بدورها في جمعيتها التي أسستها جمعية الباقيات الصالحات، موضحا أنها اهتمت بمرضى ألزهايمر وأطفال السرطان والنساء المطلقات الذين يأتون من النجوع و القرى ولا يجدون مكانا، وأسست مركز لتدريب الدعاة على اللغات.
إقتراحات والدها في حياتها الشخصية والعلمية :
وأشار إلي أن زواجها كان باقتراح من والدها”محمد الكحلاوي ” مداح النبي ،وقال لها إنه يثق فيه واستخارت الله فانشرح صدرها وتزوجته وأحبته وكانت صدمتها باستشهاده إلا أن الله ثبتها.
وأفصح الجفري أن الراحلة كانت تريد أن تدخل السلك الدبلوماسي وتصبح سفيرة واقترح والدها بأن « تكون سفيرة إلي لإسلام»، وضحة أنها استخارت الله عز وجل ورأت السيدة نفيسة رضي الله عنها في الرؤيا تقول لها قومي وفسري تلك الآية وقالت لها أنا لم أدرس بشكل جيد فقالت مرة أخري لها قومي وفسري تلك الآية وبالفعل توجهت بعدها إلي الأزهر وتفوقت في دراستها الأزهرية وحصلت على الماجستير والدكتوراه في الفقه المقارن.
وأضاف إلى أن ذلك الملمح هو الوجه المشرف إلي المفهوم الأبوي وأننا نرى ملامح كالحة إلي المفهوم الأبوي لعشرات السنين ممن يجبرون بناتهم على الزواج وغيرها حتى تم نفور الناس من مفهوم الصلة بين الرعاية الأبوية وأن الراحلة كانت هي ثمرة مشرقة إلي نموذج الرعاية الأبوية.